هل الدعاء يُغيّر القدر
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أيها الإخوة المشاهدون وأيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات هذا البرنامج على الموقع الإلكتروني "توك شو".
ورد إلينا سؤال يقول:
كنت منذ سنوات طويلة أعمل مع شخص في أحد المحلات، ولضآلة ما كنت أتحصّل عليه من الأجر اليومي لَعِب بي الشيطان ودفعني لأخذ مبالغ على فترات طويلة من صندوق النقدية الخاص بالمحل، والشخص الذي كنت أعمل معه كنا أكثر من الإخوة وكان يثق بي أكثر من نفسه، وقد تركت المحل، وأكرمني الله بالحج مرتين، ولا أستطيع أن أهدم علاقتي القوية بالشخص الذي كنت أعمل معه بأن أصارحه بما كنت أفعله، فماذا أفعل لأن ما فعلته يؤلمني جداً؟!!
جزاكم الله خيراً.. هذه توبة نصوحة ورجوع إلى الحق؛ لأنك ارتكبت جريمتين:
الجريمة الأولى: السرقة وبئس الجريمة هي، والجريمة الثانية: هي خيانة الأمانة؛ لأن الشخص ائتمنك ووثق بك، ثم خنته هذه الخيانة، ثم بعد ذلك استيقظ ضميرك، واستيقظت نفسك مع الله سبحانه تعالى وأردت التوبة، ومنَّ الله عليك بالحج مرتين والحج يغفر الذنوب، ولكن أنت الآن في صفحة بيضاء مع الله لا تريد أن تهدم العلاقة بينك وبين أخيك المسروق منه.
احسب على سبيل التقدير كم.. وعلى مدى كم.. وكان في كل مرة كم تأخذ.. فاحسب ما في ذمتك، وأرسله له في حوالة بريدية مثلاً؛ بحيث إنه لا يعرف من أين أتى هذا المبلغ، ولكن هذا المبلغ من حقه، وإذا كنت تعمل عنده إلى الآن فضع هذا المبلغ في صندوق النقدية فيصبح إيراداً للمحل، وهو لا يعرف بالضبط من أين أتى هذا، فالمهم هو رد الحقوق إلى أصحابها، ووسيلة الرد ليس واجباً فيها أن تُعلِمه أنك ارتكبت الجريمة الفلانية، وأنك تبت إلى الله، بعض الناس يعذر ويتفهّم، وبعض الناس لا يعذر ولا يتفهّم.
ولإبقاء الصلة طيبة فاستر نفسك حيثما سترك الله، ولكن يجب عليك أن تؤدي ما في ذمتك، وحساب ما في ذمتك سهل، فاجلس وانظر كم كنت تعمل عنده من سنين، ثم اسأل نفسك كم كنت تأخذ تقريباً.. كل يوم.. كل أسبوع.. كل شهر.. والسؤال الثالث كم كنت تأخذ 5 جنيه أو جنيه أو 10 جنيه، ثم احسب ما في ذمتك، وسدد ما في ذمتك، نفرض أن هذا المبلغ ليس معك الآن، قُمْ بتقسيطه بالطريقة التي تتلاءم مع مرادك، وكيف نصل به إلى هناك؟!! حسب حالتك إذا كنت ما زالت تعمل في المحل فضعه في الصندوق شيئاً فشيئاً، وإذا كنت في مكان آخر فأرسله له بحوالة بريدية، وهكذا.. ولذلك هذا من الممكن أن تفعله.
سؤال آخر يقول:
هل الدعاء يُغيّر القدر؟
القدر مكتوب في اللوح المحفوظ، والدعاء يصعد من الأرض وينزل القدر أو القضاء فيعتلجان في السماء، كما ورد في الحديث النبوي الشريف، فيغلب الدعاء فيُغيّر الله ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ لا ما هو في علمه فما في علم الله لا يتغيّر، ولكن اللي مكتوب في اللوح المحفوظ بأن فلاناً سوف يرسب السنة دي قد ينجح بالدعاء وبالأسباب، ولذلك الدعاء نَعَم يُغيّر القدر المكتوب في اللوح المحفوظ، وشروط الدعاء المستجاب أكل الحلال، فَكُل الحلال وأخلص الدعاء تجد نفسك قد استجاب الله لك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
0 التعليقات:
إرسال تعليق